صدى الشجون مشرف
عدد المساهمات : 140 العمر : 26 نقاط : 5 تاريخ التسجيل : 06/09/2008
| موضوع: خطبة الإمام السجّاد عليه السّلام في مجلس يزيد لعنه الله 2009-01-23, 7:26 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم حوار الإمام السجّاد عليه السّلام مع يزيدلعنه الله • قال الشيخ المفيد رحمه الله: قال يزيد لعليّ بن الحسين: يا ابنَ حسين، أبوك قَطَع رحمي وجَهِل حقّي ونازعني سلطاني، فصَنَع اللهُ به ما قد رأيت! فقال عليّ بن الحسين: ما أصابَ من مصيبةٍ في الأرضِ ولا في أنفسِكُم إلاّ في كتابٍ مِن قَبْلِ أن نَبرأَها، إنّ ذلكَ علَى اللهِ يَسيرٌ . فقال يزيد لابنه خالد: أُردُدْ عليه. فلم يَدرِ خالد ما يردّ عليه، فقال له يزيد: قل: « ما أصابكم مِن مصيبةٍ فبما كسبَتْ أيديكم ويَعفو عن كثير فقال عليّ بن الحسين بعد ذلك: يا ابن معاويةَ وهندٍ وصخر! لم تَزَل النبوّة والإمرة لآبائي وأجدادي مِن قبل أن تُولَد، ولقد كان جدّي عليُّ بن أبي طالب في يوم بدرٍ وأُحد والأحزاب وفي يده راية رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأبوك وجدّك في أيديهما رايات الكفّار. ثمّ جعل عليّ بن الحسين عليه السّلام يقول: ماذا تقولونَ لـو قـالَ النبيُّ لكـم: ماذا فَعَلتُـم، وأنتـم آخِـرُ الأمـمِ بعِترتـي وبأهلـي عنـد مُفتقَـدي منهم أُسارى ومنهم ضُرِّجوا بدمِ ؟! ثمّ قال عليّ بن الحسين: وَيْلعير يا يزيد! إنّك لو تدري ماذا صَنَعت! وما الذي ارتكبتَ مِن أبي وأهل بيتي وأخي وعمومتي! إذاً لَهربتَ في الجبال، وافترشت الرماد، ودَعَوت بالويل والثبور، أن يكون رأس أبي « الحسينِ بنِ فاطمةَ وعليٍّ » منصوباً على باب مدينتكم، وهو وديعة رسول الله فيكم! فآبشِرْ بالخزي والندامة غداً إذا جُمع الناسُ ليوم القيامة! * * * خطبة الإمام السجّاد عليه السّلام في مجلس يزيدلعنه الله • قال الإمام عليّ بن الحسين عليه السّلام: يا يزيد، إئْذَنْ لي أن أصعد هذه الأعواد فأتكلّم بكلماتٍ للهِ فيهنّ لله رضىً ولهؤلاء الجلساء فيهن أجرٌ وثواب. فأبى يزيد عليه ذلك، فقال الناس: يا.. إئذَنْ له فَلْيصعد المنبر؛ فلعلّنا نسمع منه شيئاً! فقال يزيد: إن صَعِد لم ينزل إلاّ بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان! فقيل له: يا.. وما قَدْرُ ما يُحسِن هذا ؟! فقال يزيد: إنّه مِن أهل بيتٍ قد زُقُّوا العلمَ زقّاً. قال الراوي: فما يَزالون به حتّى أذِن له، فصعد المنبر، فحَمِد الله وأثنى عليه، ثمّ خطب خطبةً أبكى منها العيون، وأوجل منها القلوب.. ثمّ قال: أيُّها الناس، أُعطينا ستّاً وفُضِّلْنا بسبع، أُعطينا: العلمَ والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين. وفُضِّلْنا: بأنّ منّا النبيَّ المختار محمّداً، ومنّا الصدِّيق ( أي أمير المؤمنين عليّ )، ومنّا الطيّار ( أي جعفر )، ومنّا أسد الله وأسد رسوله ( أي حمزة )، ومنّا سبطا هذه الأمّة ( أي الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين ). مَن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني أنبأتُه بحسبي ونسبي. أيًّها الناس، أنا ابنُ مكّةَ ومِنى، أنا ابنُ زمزمَ والصَّفا، أنا ابنُ مَن حَملَ الركن بأطراف الرِّدا ( أي أنا ابن النبيّ )، أنا ابن خير مَن ائتزر وارتدى، أنا ابن خير مَن انتعل واحتفى، أنا ابن خيرِ مَن طاف وسعى، أنا ابنُ خير مَن حجّ ولبّى، أنا ابنُ مَن حُمِل على البُراق في الهواء، أنا ابن مَن أُسرِيَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أنا ابنُ مَن بلَغَ به جبرئيلُ إلى سِدرة المنتهى، أنا ابنُ مَن دَنا فتدلّى، فكان قابَ قوسَينِ أو أدنى، أنا ابنُ مَن صلّى بملائكة السماء، أنا ابن مَن أوحى إليه الجليلُ ما أوحى، أنا ابن محمّدٍ المصطفى. أنا ابنُ عليٍّ المرتضى، أنا ابن مَن ضرَبَ خَراطيمَ الخَلْق حتّى قالوا: لا إله إلاّ الله، أنا ابن مَن ضرب بين يدَي رسول اللهِ بسيفَين، وطعن برمحَين، وهاجَرَ الهجرتين، وبايع البيعتين، وقاتَلَ ببدرٍ وحُنَين، ولم يكفر بالله طَرْفةَ عين، أنا ابنُ صالحِ المؤمنين ( أي عليّ بن أبي طالب )، ووارثِ النبيّين، وقامعِ الملحدين، ويعسوب المسلمين، ونور المجاهدين، وزينِ العابدين، وتاجِ البكّائين، وأصبرِ الصابرين، وأفضل القائمين مِن آل ياسينَ رسول ربِّ العالمين. أنا ابن المؤيَّد بجبرئيل، المنصور بميكائيل، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين، وقاتلِ المارقين والناكثين والقاسطين، والمجاهدِ أعداءه الناصبين، وأفخرِ مَن مشى مِن قريشٍ أجمعين، وأوّلِ مَن أجاب واستجاب لله ولرسوله منالمؤمنين، وأوّلِ السابقين، وقاصمِ المعتدين، ومُبيدِ المشركين، وسهمٍ مِن مَرامي الله على المنافقين، ولسانِ حكمةِ العابدين، وناصرِ دِين الله، ووليِّ أمر الله، وبستانِ حكمة الله، وعيبة علمه. سَمحٌ سخيٌّ بهيّ، بُهلولٌ زكيّ أبطحيّ، رضيٌّ مِقدامٌ همام، صابرٌ صوّام، مهذَّبٌ قَوّام، قاطعُ الأصلاب، ومُفرِّق الأحزاب، أربطُهم عِناناً، وأثبتُهم جَناناً، وأمضاهم عزيمة، وأشدّهم شكيمة، أسدٌ باسل، يَطحنُهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنّة، وقَرُبت الأعنّة، طَحْنَ الرَّحى، ويذروهم فيها ذَرْوَ الريح الهشيم، ليثُ الحجاز، مكّيّ مدنيّ، خَيفيٌّ عَقَبيّ، بَدريٌّ أُحُديّ، شَجَريٌّ مُهاجريّ، مِن العرب سيّدُها، ومِن الوغى ليثُها، وارثُ المشعرَين، وأبو السبطَين، الحسن والحسين، ذاك جَدّي عليُّ بن أبي طالب. ثمّ قال: أنا ابن فاطمةَ الزهراء، أنا ابن سيّدة النساء.. فلم يزل يقول: أنا أنا، حتّى ضجّ الناس بالبكاء والنحيب، وخشِيَ يزيدُ لعنه الله أن ينقلب الأمر عليه، فأمر المؤذّنَ فقطع عليه الكلام. فلمّا قال المؤذّن: اللهُ أكبر، الله أكبر.. قال عليّ: لا شيءَ أكبر من الله. فلمّا قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله.. قال عليّ بن الحسين: شَهِد بها شَعري وبَشَري، ولحمي ودمي. فلمّا قال المؤذّن: أشهد أنّ محمّداً رسول الله.. التفتَ مِن فوق المنبر إلى يزيد فقال: محمّدٌ هذا جَدّي أم جَدُّك يا زيد ؟! فإن زعمتَ أنّه جَدُّك فقد كذبتَ وكفرت، وإن زعمتَ أنّه جَدّي فلِمَ قتلتَ عترته ؟! * * * كلمات بليغة بألفاظها ومقاصدها، تعرّف بالمقتولين الشهداء مَن هم، ومَن هم قتلَتُهم ؟ وتفرّق بين الظالميّة والمظلوميّة، وتكشف الأسباب الكامنة والجذور التاريخيّة والاعتقاديّة بين آل طالب وآل أميّة حتّى كانت وقعة الطفّ الكبرى في كربلاء. وقد حملت الخُطَب لهجة التعريف مرّة، والتوبيخِ أخرى، ليتيقّظ الناس عسى أن يؤوبوا ويتوبوا، ويثأروا للحقّ المظلوم،
منقول
| |
|
حاميها حراميها Admin
عدد المساهمات : 238 العمر : 31 بلدك : ابوصيبع المقدسة نقاط : 115 تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: خطبة الإمام السجّاد عليه السّلام في مجلس يزيد لعنه الله 2009-01-23, 9:28 pm | |
| | |
|
روح الامل مشرف
عدد المساهمات : 213 العمر : 29 بلدك : البحرين نقاط : 25 تاريخ التسجيل : 24/01/2009
| موضوع: رد: خطبة الإمام السجّاد عليه السّلام في مجلس يزيد لعنه الله 2009-01-25, 6:31 pm | |
| | |
|