نَشَأتْ في أرض المليون شهيد ... ونتيجة لتربية خاطئة ؛ انحرفتْ عن الصراط
السوي ، فتلقفتها امرأة يهودية لترسلها إلى باريس وتصنع منها راقصة (!! ))
.
اسمها خديجة المداح ، وعرفها رواد الفسق والضلال بـ ( هدى !! الجزائرية ) .
تقول خديجة : ولدت في منطقة الشلف ، في أسرة متدينة ، لكن أحد أفرادها –
سامحه الله وغفر له – كان متشدداً لدرجة الغلو ، فعند ما كنت طفلة كان
يؤثر ضربي المبرح بدلاً من تعليمي أصول ديني الحنيف ، وحدث أن طُلِّقتْ
والدتي فتفكك شمل الأسرة ، وهربتُ من البيت ، ومن هنا كانت البداية .
انضممت إلى فرقة ( محي الدين !! ) ثم إلى العمل في بيت امرأة يهودية ، فما
كان منها إلا أن أوفدتني للعمل في باريس كمُهرِّجة مع يهودي وأخر فرنسي ،
كان دوري يتلخص في ارتداء الزي الجزائري والسخرية منه ليضحك الجمهور ..
وفي باريس تعرفت على ليلى الجزائرية التي كانت تعمل مع فريد الأطرش ،
فرشحتني للعمل كراقصة ، وكنت في كل يوم أقترب كثيراً من حياة الضلال . لم
أفق مما أنا فيه فجأة .. كلا ؛ بل منذ اليوم الأول وأنا أشعر بالندم
والحسرة على السير في هذا الطريق ، وتأنيب الضمير بما تبقّى لديّ من فطرة
.
ثم جاءت اللحظة الحاسمة ، وجريت إلى سكنى ، واكتشفت أني ما زلت حية ، وأن
ضميري ما زال حيا ، وأنه لا ييأس من رَوح الله إلا القوم الكافرون .. قرأت
كثيراً ، وبكيت كثيراً ، وما زلت أبكي على ما مضى من عمري ، لكنني أرجو
رحمة ربي ، وأدعوه جل شأنه أن يتقبل توبتي [5] .