كشفت مصادر سعودية تحدثت إليها إيلاف عبر الهاتف ان البحرينيين الثمانية الموقوفين في سجن الحائر بالرياض والتي تطالب جهات حقوقية بحرينية بالإفراج عنهم في ظل عدم إحالتهم للمحاكمة منذ 3 شهور ، متهمون بالتخابر والتجسس لصالح إيران بعد ان ضبطتهم السلطات السعودية الأمنية بالقرب من إحدى القواعد العسكرية.
وقال المصادر إلى ان التهم الأولية الموجهة لكل من مجيد عبدالرسول سلمان الغسرة، عباس أحمد إبراهيم، سيد أحمد علوي عبدالله، عيسى عبدالحسن أحمد، محمد حسن علي مرهون، محمد عبدالله المؤمن، إبراهيم مرزم، محمد مهدي هي التجسس لصالح دولة أجنبية، ويشار هنا إلى عقوبة التجسس في السعودية قد تصل إلى الإعدام ، حيث تتضمن عقوبة الإعدام كلا من الحالات التالية في أحكام الشريعة الإسلامية التي تحكم المملكة العربية السعودية: الحدود والقصاص، التغرير، الردة عن الدين، التجسس، الزاني المحصن، الحرابة، واللواط، تارك الصلاة.
وأكدت المصادر إلى ان التحقيقات مع البحرينيين الثمانية تركزت في مدى انتمائهم إلى منظمات إسلامية أو أحزاب سياسية إيرانية ، وإذا ما كانت لديهم أي علاقات مع شخصيات استخباراتية إيرانية ، ومشاركتهم في المظاهرات التي شهدتها البحرين على مدى الشهور الماضية.
وحول موقف البحرين من قضية الثمانية قالت المصادر " هناك اتصالات مستمرة بين الجانبين البحريني والسعودي على مستوى وزارتي الداخلية والخارجية في البلدين، ولكن اكتشاف السلطات البحرينية لواقع التهم الموجه للثمانية جعلتها تتراجع لكون الموضوع يتعلق بأمن دولة إلى حين ان يفصل القضاء فيه"
وأضافت " الجهات الرسمية في البحرين تدرك تماما خطورة ما تطور في الشبان الثمانية، وهي تسعى جاهدة لترتيب لقاءات زيارات الأهالي للقاء الثمانية بين الحين والآخر ولكن في الوقت الحالي يتعذر على الأهالي لقاء أبنائهم لظروف التحقيق"
وكانت قصة الثمانية قد حيرت الشارع البحريني والصحافة على مدى أسابيع اثر إعلان أهالي ثمان شبان بحرينيين اختفاء أبنائهم في يوم الجمعة 29 فبراير 2008 وانقطاع الاتصال بهم في السعودية قبل ان يوسف احمد مدير الإدارة القنصلية بوزارة الخارجية بمملكة البحرين أنهم موقوفون لدى السلطات الأمنية بالمملكة العربية السعودية "على خلفية دخولهم لمنطقة محظورة "حسب تعبيره.
وذكر أهالي المحتجزين البحرينيين الثمانية في المملكة العربية السعودية، أن أبناءهم المحتجزين خضعوا لتحقيقات تتناول تفاصيل دقيقة عن حياتهم، وذكر احد الأهالي نقلاً عن شقيقه بعد ان سمحت السلطات السعودية لأهاليهم بزيارتهم " ملفات المعتقلين وصلت إلى المحققين في السعودية حتى في أدق التفاصيل، فعلى سبيل المثال، أخبروا شقيقي أثناء التحقيق بأنه ذهب إلى إيران في العام 1997، وأنه بقي هناك مدة 50 يوماً، على رغم أنه خرج من منفذ البحرين لا من السعودية، كذلك أخبروه بأن زوجته تعيش في بيت والدها منذ احتجازه، فلم يصدقهم وتبيّن خلال لقائه زوجته يوم الأربعاء صحة ذلك".